مع تطور التكنولوجيا، توسّعت قنوات التسويق وتعددت أنواعها بعد أن كانت تقتصر على الإعلانات في الجرائد أو الراديو، ودخلت القنوات المتطورة ذات الانتشار الواسع مثل Facebook ومحرك البحث Google وقدّمت للمسوّقين المزيد من المزايا مثل المعلومات حول المستخدمين التي تتيح إمكانية فصلهم إلى فئات متمايزة فيما بينها وتمكّن المسوّقين من استهداف الأفراد المعنين أكثر من غيرهم بالمحتوى المُسوّق.
أسباب هامّة للحصول على منصة بيانات العملاء
تخيّل أن تستطيع بناء قاعدة بيانات خاصّة بعملائك تضم بيانات محدّثة باستمرار ولحظيًا عن سلوكهم وخياراتهم وتاريخ التعاملات معهم، حيث يتفرّد كل عميل بمعلومات خاصّة به تميّزه عن غيرها وتتيح لك إمكانية تخصيص المحتوى المقدم ليناسبه وحده في الوقت والمكان الملائمين له وعبر قناته المفضلة.
تستطيع منصة بيانات العملاء جمع كافة البيانات
تتزايد في كل يوم كميّة المعلومات التي نحتاج إلى معالجتها، حيث قدّر مارتن هيلبرت من جامعة كالفورنيا تزايد معدل حجم المعلومات التي نتلقّها يوميًا من 40 جريدة في عام 1986 مقارنة مع 174 جريدة يوميًا في عام 2007، أي بمعدل تزايد 7% سنويًا. بناءً على هذه المعلومات يتضح أنّ المعلومات المتوفّرة تتزايد بشكل يومي، وعلى هذا المعدل سنصل إلى ما يعادل 492 جريدة يوميًا بحلول عام 2022.
تناول تقرير شركة IDC لعام 2014 بعنوان "الكون الرقمي للفرص" فكرة الكون الرقمي المكوّن من البيانات المنسوخة والجديدة سنويًا واحتوائه على عدد من البتّات الرقمية يعادل عدد النجوم في الكون من حولنا، حيث يتضاعف المعدل كل عامين ممّا يجعل نمو حجم البيانات في العالم يتزايد بسرعة تتفوق قدرتها على معالجتها، فقد قُدر وصول حجم البيانات إلى 149 زيتا بايت بحلول عام 2024.
تتيح منصة بيانات العملاء تخصيص المحتوى
مع هذا القدر الكبير من المعلومات التي تفوق قدرة الدماغ البشري على معالجتها، نلاحظ أنّه يتمتع بخاصية انتقاء المعلومات الهامّة أو التي تشعرنا بالخطر، ولأخذ فكرة أكبر عما نعنيه، يمكنك الاطلاع على منشور كولين تشيري بعنوان "تأثير الحفلة" الذي ناقش قدرة الشخص في أجواء صاخبة على تركيز انتباهه في محادثة فردية وعدم التأثير بكثرة الأصوات أو المشاهد المحيطة به.
هذه الميزة الانتقائية لدى البشر تساهم أيضًا في تصفية المعلومات التي تعرض أمامنا يوميًا، حيث تبقى المعلومات ذات الصلة بحياتنا ضمن ذاكرتها وتمرّ الأخرى مرور الكرام. وهنا تبرز أهمية تخصيص المحتوى للشخص الذي يتلقاه وزيادة احتمال انتباهه للفكرة التي يرغب المسوّق بوصولها وحفظها.
تفعّل منصة بيانات العملاء كافة البيانات
لطالما روّجت الشركات إلى حلول البيانات التسويقية القائمة على منصة بيانات العملاء التي تتيح رسم صورة متكاملة عن العملاء عن طريق جمع البيانات التسويقية من كافة المصادر، إلّا أنّ هذا الحلم لم يكن قابلًا للتحقيق قبل الآن وذلك بظهور تكنولوجيا البيانات الضخمة وواجهات برمجة التطبيقات المفتوحة.
عزز منصة بيانات العملاء بالحسابات الغنيّة بالمعلومات لتنظيم وأتمتة التواصل مع العملاء الحاليين أو المستقبليين، فكلّما كانت الصورة أوضح فيما يخص تفضيلات الفئة المستهدفة أصبحت عملية تقديم المحتوى المخصص تمامًا لهم بسيطة وأكيدة عبر حوار يشدّ اهتمامهم ويترك لهم الفرصة للتفاعل عوضًا عن الإعلانات الجامدة. وهكذا يصبح بالإمكان صياغة حوار مخصص لكل فرد باعتباره فئة منفردة تتضمن تمامًا ما يريد وعبر قناة التواصل المفضّلة لديه.
تختلف منصة بيانات العملاء عن إدارة علاقات العملاء وعن منصة إدارة البيانات
غالبًا ما يخلط المسوّقون بين مفاهيم تكنولوجيا التسويق نظرًا لكثرتها، فقد يعتقدون أن برنامج إدارة علاقات العملاء أو منصة إدارة البيانات توفّر لهم المزايا التي يطمحون إليها ونادرًا ما يتحقق ذلك. حيث يتضمن برنامج إدارة علاقات العملاء بيانات أقل من المصادر الخارجية مقارنة بمنصة بيانات العملاء ويركز البرنامج على المبيعات بالاعتماد على موظفي البيع الذين يجمعون المعلومات عن العملاء الحاليين والمستقبلين. أمّا بالنسبة إلى منصة إدارة البيانات فهي تتضمن بيانات غير مخصصة يتم جمعها عن طريق عمليات التفاعل مع الإعلانات واسعة النطاق وتستخدم لاستهداف الإعلانات عبر الإنترنت، بعكس منصة بيانات العملاء التي تتضمن بيانات مخصصة لكل فرد وتستخدم لاستهداف الحوارات الشخصية.
تخزّن منصة بيانات العملاء كافّة البيانات
نظريًا، يتم تخزين كل المعلومات المخصصة وإضافتها إلى ملفات العملاء، وإن تعذرت عملية ربطها بأي شخص، لا يمكن إضافتها إلى ملف وبالتالي لن تزيد من فعالية قاعدة البيانات. غالبًا ما تندرج البيانات ضمن إحدى الفئات التالية:
· المعلومات الشخصية، نذكر منها على سبيل المثال، الاسم والعنوان والموطن وتاريخ الميلاد.
· معلومات التواصل، مثل البريد الإلكتروني أو رقم الهاتف المحمول أو حساب Facebook أو تطبيق WhatsApp، كما يجب أن تشمل إضافة إدارة قبول العميل أيضًا.
· بيانات المعاملات أو التجارة الإلكترونية، مثل القيمة الشرائية أو المنتجات أو الأحجام أو موقع المتجر أو القيمة للعملاء أو معدل عدم إتمام العملية الشرائية وغير ذلك، وأيضًا استخدام القسائم وبطاقات الولاء التي تربط بيانات التصفح بمعدل التفاعل.
· الويب أو البيانات السلوكية، مثل مشاهدات الصفحة والتفاعلات والتطبيقات المستخدمة والانتقال بين الخيارات، أي ما يشابه خدمة Google Analytics ولكن لكل فرد على حدة.
· معدّل رضا العملاء، من الآراء والاستفسارات ونماذج التعليقات ونماذج تقييم المروّج الصافي وتقييم رضا العملاء وما إلى ذلك.
· المعلومات السياقية، تستخدم البيانات مثل الطقس والأعياد والدخل وفقًا للمنطقة وتقييم مخاطر الائتمان لإغناء المعلومات حول الأحداث الحالية أو القادمة.
يُطلق على هذه البيانات مصطلح بيانات الطرف الأول أو "بياناتك" وهي تتميز بالقيمة المرتفعة والتفرّد بالإضافة إلى أنها دومًا حديثة، وتختلف عن بيانات الطرف الثاني أو الثالث التي غالبًا تُجمع من أسواق البيانات أو بورصات الإعلانات ولا يمكن تخصيصها فهي تستخدم فقط في استهداف الفئات المتشاركة في السمات العامّة أو الاهتمامات.
تتيح منصة بيانات العملاء أتمتة سير العمل
لنتخيل الحالة التالية، عند إدارة فريق لكرة قدم فإن مصادر الربح الأكبر تتمثل في بيع المقاعد والحصول على الرعاية المالية، وتكون مهمة المدير التجاري ملئ كافة المقاعد لتشجيع الممولين على رعاية الفريق. والآن، إن تمكّنت من بيع المقاعد بنسبة 81% لحملة البطاقات الموسمية، فما هي الطريقة لبيع ما تبقى منها؟
إن كان بالإمكان معرفة زوار المباريات السابقة والظروف التي كانت سائدة عند زيارتهم (الطقس أو الفريق الخصم وترتيب المقعد أو غير ذلك)، ستستطيع التواصل مع الجمهور الذي يحتمل أن يكرر زيارته. فإن عرفنا أن هناك فرد معين قد شاهد المباراة السابقة في العام الماضي بالإضافة إلى معلوماته الشرائية خلالها وبعدها، فإننا سنتمكن من التواصل مباشرةً معه لإعلامه بموعد المباراة وتزويده بعروض وخصومات ورابط مباشر لشراء التذكرة. وليس هذا فحسب، فبالإمكان أيضًا تشجيعه على دعوة أصدقائه أو الوصول قبل بدء المباشرة لتحقيق أكبر مردود ممكن من زيارته. والآن تخيّل أتمتة هذه العملية المعقدة لتشمل مجموعة كبيرة من المشجعين!
وهكذا نرى أهمية هذا الابتكار وإمكاناته الكبيرة على الرغم من أن معظم الفرق الرياضية لا تملك معرفة دقيقة عن الأفراد المشجعين لها. والآن تخيّل الفرص الكبيرة التي يمكن استغلالها باعتماد هذه الحلول التي لا تقتصر على قطاع الرياضة، بل تتجاوزه إلى قطاعات الترفيه والتجزئة والتجارة الإلكترونية.
أهمية منصة بيانات العملاء
في الختام، بعد أن عرفنا قدر المعلومات التي يتلقاها الأفراد وسهولة تجاهل جزء كبير منها عن طريق الاحتفاظ بالهامّ فقط، تتضح لنا أهمية تقديم المحتوى المخصص إلى أبعد الحدود في سبيل الوصول إلى الجمهور المستهدف، وما هي الأداة الأمثل لتحقيق ذلك؟ توفّر لك منصة بيانات العملاء إمكانية تخزين كافة البيانات التسويقية وربطها بحسابات العملاء لتقوم بمباشرة حوار فعّال معهم.